الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية هل انّ المؤسسة العسكرية في تونس فوق النقد؟

نشر في  23 جويلية 2014  (11:48)

زيادة عن عدد الشهداء الذين خلّفتهم العملية الارهابية الغادرة بهنشير التلة من جبل الشعانبي بحر الأسبوع الفارط، فانها خلقت شرخا جديدا في علاقة الاعلام التونسي بعدد من هياكل الدولة كرئاسة الحكومة والمؤسسة العسكرية، الجدل قام بسبب غضب حكومي كبير انطلق من رئاسة الجمهورية ثمّ من المهدي جمعة  ليصل أيضا الى وزير الدفاع غازي الجريبي الذي تهدّدت هياكل وزارته بالويل لكل من ينتقد أداء المؤسسة العسكرية أو حتى بمجرّد التلميح الى ذلك، ولعلّ السيناريو الذي جدّ للنقابي الأمني الصحبي الجويني في ظرف وجيز بمجرد ظهوره تلفزيا وانتقاده لما اعتبره تقصيرا في أداء بعض القياديين واتهامه أيضا لبعض السياسيين برعاية الارهاب..ولذلك كان الجزاء احالته على مجلس الشرف في المؤسسة الأمنية في انتظار مقاضاته عسكريا.
ما ورد على لسان الجويني قد يتكرر أيضا على ألسنة تونسيين آخرين بين اعلاميين وموظفين وطلبة وعمال باختلاف الانتماءات والشرائح الاجتماعية، ولذلك يجب أن يعي من رفع صوته للتهديد والوعيد أننا نخوض جميعها حربا عاصفة ضد الارهاب ومن الضروري أن تتكاتف الجهود لا أن نفرض مثل هذه الاملاءات والوصايا.
كلنا تونسيون ولا نقبل المزايدة في ذلك، واذا نطق أحدنا للاستغراب من وفاة ارهابي واحد مقابل استشهاد خمس عشرة جندي فذلك منطقي جدا..ولا يمكن أن يكون مدعاة لمقاضاة اعلامي أو أمني أو أي كان إلاّ إذا ثبتت إدانته..
صحيح انها حرب وطنية..ولكنها لا يجب أن تكون مطيّة لاعادة فرض الصنصرة وتجريم انتقاد المؤسسة العسكرية التي نحترم كثيرا جهودها..ولكن الوقائع والمستجدات تسمحان على ما نظنّ بالقاء بعض الاسئلة الحائرة حول طبيعة التعامل مع مجرمي الشعانبي وغيرهم من الارهابيين..وهو أمر أشدّ أهمية من اطلاق نار عشوائي على الاعلام والشرفاء في مختلف المجالات.

طارق العصادي